Vivre sans espoir, c’est cesser de vivre. Dostoïevski 1821-1881 * L'espoir des hommes, c'est leur raison de vivre et de mourir. André Malraux * Qui n'a plus d'espoir n'aura plus de regrets. William Shakespeare * L'espoir n'est pas une formule mais une pratique. * L'espoir fait vivre * L'espoir, une des rares choses que l'on entretienne à peu de frais - souvent même pour rien. * En pleine angoisse, ne perds jamais l'espoir, car la moelle la plus exquise est dans l'os le plus dur. * L'espoir est une mémoire qui désire. Honoré de Balzac * Ecole Amal: مختصر كيف تخشع في الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم يقول صلى الله عليه وسلم : " من اراد الدنيا فعليه بالعلم ، ومن اراد الاخرة فعليه بالعلم ومن ارادهما معا فعليه بالعلم" قف للمعلم وفه التبجيلا * كاد المعلم أن يكون -رسولا- ....مما لاشك فيه أن للمعلم ايدي بيضاء في بناء الانسان وبناء الحضارة ، فالمعلم من يعد الطبيب الناجح ، والمعلم من يصنع المهندس الباني ، والمحاسب الماهر ، والوزير اللامع ، فبالعلم والمعلم تخضر الارض وتورق الاشجار ، ويفيح اريج الزهور ، وبالمعلم تعلو بسمات الاطفال وتهب نسائم الحرية ، وبالمعلم نرتقي الى السماء الى الفضاء لنكتب بخيوط الشمس امجادنا ، ونسمع الدنيا اصواتنا.فبالمعلم نطلق العنان لاحلامنا وافكارنا ، ليعانق طموحنا قوس قزح في الاعالي ، فالمعلمون بأيديهم صنعوا رجال الامة ، وعظماء التاريخ ، وبأيديهم سيرسمون غدا مشرق بالعلم والامل ، فلا تغيب شمسه ابدا.



dimanche 19 août 2007

مختصر كيف تخشع في الصلاة


الحمد لله الذي جعل لنا في الصلاة راحة وهيأ لنا من أمرنا رشدا، وصلى الله على من قال { أرحنا بالصلاة يا بلال } فما أن تتشبع النفوس بضغوط الحياة وتوشك أن تنفجر حتى تتنفس في الصلاة نسيم الراحة وتزفر نكد الحياة مطمئن سعيد، بيد أن صلاة هذا شأنها لابد أن تتوفر لها أسباب الخشوع.


فضل الخشوع

إن الله سبحانه قد امتدح الخاشعين في مواضع كثيرة من كتابه فقال: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2،1]، وقال: وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة:45]، وقال: خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً [آل عمران:199]، وقال: وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90]، وقال: وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً [الإسراء:109].

وامتدح رسول الله الخشوع وبين فضل البكاء من خشية الله فقال: { سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... وذكر منهم: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه } [متفق عليه].

أصل الخشوع كما قال ابن رجب: "لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لأنها تابعة له".

والخشوع يحصل بمعرفة الله سبحانه بأسمائه وصفاته.

والخشوع يتأتى للقلب غالبا إذا بذل العبد أسبابه، كما أن القلب يقسو - يغفل إذا تركت أسباب الخشوع.

ومن أقوى أسباب الخشوع: الوقوف بين يدي رب العباد، ولكن ليس كل وقوف يزيد في الخشوع، إنما الوقوف الذي يزيد في الخشوع ما وافق، عليه رسول الله وأصحابه.

والخشوع يزيد وينقص حسب الأخذ بالأسباب الجالبة له. وإليك هذه الأسباب با النفاصيل:


قبل الصلاة

إننا أخي في الله قد اعتدنا على الصلاة، لذا أصبحنا إذا سمعنا الأذان بادرنا وتوضأنا ووقفنا ثم صلينا، ونحن لا تنفك أذهاننا تفكر في حياتنا ومشكلاتنا، ويفوتنا بذلك الخير الكثير، فإذا ما أردت أن يتحقق لك الخشوع فافعلي ا لآتي:

إذا سمعت المؤذن فقو ل كما يقول غير أنك إذا قال: حي على الصلاة، حي على الفلاح فقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله).

لقوله : { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي إنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة - إنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله - فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة } [أخرجه مسلم وابن خزيمة واللفظ له].

ثم اسأل الله من فضله واجتهد في الدعاء، فإن الدعاء يجاب عند الأذان أو بين الأذان والإقامة، قال رسول الله : { الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد } [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني].

ثم سارع إلى الوضوء عملا بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ [المائدة:6] واستحضر فضل الوضوء، فإن رسول الله قد قال: { من توضأ فأحسن الوضوء وصلى غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى } [رواه أحمد وابن خزيمة]. وإحسانه يكون بالوضوء كما كان يتوضأ رسول الله فقد قال : { من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه } [رواه مسلم وابن خزيمة واللفظ له].

قد تقول: كيف أستطيع أن أتوضأ وأصلي دون أن أحدث نفسي؟

فأقول: إذا أردت الوضوء فانشغل في ذكر ما يقول رسول الله عند الوضوء وهو قول: (بسم الله) فإذا شرعت في الوضوء فتفكر فلي كل عضو تغسله ما اكتسب من الذنوب، فإذا فعلت ذلك استحضر أن الوضوء يكفر الذنوب، وأن الخطايا تخرج مع الوضوء.

فإذا غسلت وجهك فتذكر أن كل خطيئة نظرت إليها عيناك خرجت مع الماء.

وإذا غسلت يديك فاستحضر أن كل خطيئة بطشتها يداك خرجت مع الماء.

وإذا غسلت رجليك فاستحضر أن كل خطيئة مشتها رجلاك خرجت مع الماء.

وبهذا تخرج من الوضوء مغفورالذنوب كما قال رسول الله .

ثم إذا هممت بالخروج من المغتسل فاستحضر ما حزته من الأجر العظيم من حط الذنوب ورفع الدرجات. واستحضر قوله : { ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الٍخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط } [رواه مسلم].

واستحضر كذلك أن مواضع الوضوء ستكون علامة لك يوم القيامة تعرف بها، فتنظر إلى أعضائك التي غسلتها بشيء من السرور والغبطة أن هداك الله لهذا.

وإذا خرجت وقد توضأت فاذكر هذا الدعاء لتنال جزاءه، وهو الوارد،في هذا الحديث، قال رسول الله : { ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو سبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء } [رواه مسلم].

وإذا فعلت ذلك في وضوءك فأنى للشيطان أن يقربك، وأنى له أن يدخل عليك بوسواسه، فأنت في كل لحظة معلق قلبك بالله سبحانه وبما - ورد عن نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.


الاستعداد للصلاة قبل الصلاة

إذا أردت الصلاة بعد وضوئك، وأردت الخشوع فيها، فإن عليك أن تراعي أمورا تزيدك خشوعا:

أولاً:الاستعداد بالسواك:

إن من السنن المؤكدة تطييب رائحة الفم وتنظيف الأسنان بالسواك عند الوضوء وقبل الصلاة، وذلك لما ثبت عن رسول الله أنه قال: { لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء } وفي رواية: { عند كل صلاة } [متفق عليه].

وذلك يكسبك نشاطا، ويعلمك التهيؤ للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى.

ثانياً: الاستعداد باللباس الحسن النظيف والتطيب والبعد عن الريح الكريهة:

إنك أخي لو فكرت في قدومك إلى الصلاة لوجدت نفسك لا تستعد لها استعدادك للقاء أي صاحب لك أو ضيف يزورك، فلو كنت قبل الصلاة استحضرت أنك ستقدم على ملك الملوك رب العباد الذي أمرك بأخذ الزينة عند كل مسجد حيث قال: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [ الأعراف: 31].

لو كنت استحضرت هذا لبذلت الجهد في الاستعداد للصلاة بالحسن من الطيب والثياب، واعلم أن استحضار هذا يأتي بالخشوع، فالحسنة تجر الحسنة، كما أن اللبس النظيف والريح الطيب يجعل صاحبه في راحة نفسية بخلاف اللباس الوسخ المليء بالعرق والرائحة الكريهة؛ فإنه يجعل صاحبه في نفسية متضايقة، ولا يستوي من يصلي مرتاح النفس ومن يصلي وهو متضايق.

واعلم أنك لو أرغمت نفسك على نبذ ما لا يريحك عند الصلاة - مهما كلفك - ولو مرة واحدة لسهل عليك الأمر، وعرفت كيف أن الصلاة تحتاج منك إلى استعداد.

ثالثاً: الاستعداد بإحكام ستر العورة:

إن من شروط صحة صلاتك أخي ستر عورتك في الصلاة


رابعاً: الاستعداد بإبعاد كل ما يشغلك سواء كان أمامك أو تلبسه أو تسجدعليه:

وذلك بأن تختار مكانا هادئاً قليل الأثاث والزخارف، فلا تصلي أمام جدار مزخرف بالديكور والألوان. كذا البقعة التي تصلىعليها ينبغي لك إذا أردت الخشوع أن تصلي على بقعة خالية من الزخارف والألوان، فما أحدثه الناس اليوم من الصلاة على سجاجيد ملونة يرسم عليها الكعبة أو غيرها من الصور أمر مخالف للسنة.

خامساً: الاستعداد باختيار مكان معتدل الحرارة وتجنب الصلاة في المكان الحار.

إنك أخي إذا أردت النوم أو الأكل أو استقبال الضيوف فإنك تبحث عن المكان المعتدل الحرارة، وتبذل الجهد لتبريده في الحر، ولتدفئته في البرد، إلا أنك إذا أردت أداء الصلاة فإنك أحياناً لا تبال بأن تصلي في أي مكان، ولسان حالك يقول: خمس دقائق أتحمل فيها الحر، ولا تستحق إعمال المكيف أو البحث عن مكان بارد أصلي فيه.

وأنت بذلك قد تحتمل ولكن على حساب خشوعك! فأي استيعاب للركوع أو السجود؟ بل أي استيعاب للقراءة سيكون؟ وكأن الصلاة حركات فرض عليك عملها، تؤديها لتخليص ضميرك، فأنت تؤدي الصلاة لترتاح منها، لا لترتاح بها.

وقد نهى رسول الله عن الصلاة في شدة الحرارة؟ لعلمه بذهاب الخشوع وقلة استحضار القلب في هذه الحال، وذلك بقوله: { أبردوا بالظهر }.

وحكمة هذه الرخصة - كما قال الإمام ابن القيم: ( أن الصلاة في شدة الحر تمنع صاحبها من الخشوع والحضور، ويفعل العبادة بتكره وتضجر، فمن حكمة الشارع أن أمرهم بتأخيرها حتى ينكسر الحر، فيصلي العبد بقلب حاضر، ويحصل له مقصود الصلاة من الخشوع والإقبال على الله تعالى ).

سادساً: الاستعداد للصلاة في المكان البعيد عن الإزعاج والضوضاء:

إن المصلي إذا كان بحضرة أناس يتكلمون، قد لا يحضر قلبه ولا يعقل صلاته، فيكون مشغول القلب مشغول العقل، وقد يسمع كلاما يخصه فيصغي له، وهنا لا يعقل كم صلى ولا ما قرأ ولا بماذا دعا، وإذا عقل ذلك فإنه بالتأكيد محال أن يكون خشع في صلاته تلك.

فاختار أخى لنفسك مكانا هادئ! بعيدا عن الإزعاج ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

سابعاً:الاستعداد للصلاة بتفريغ قلبك من كل شغل:

اعلم أخي أن القلب يشغل بأمور كثيرة ما بين هم وخوف وحزن وفرح وغيره، فإذا أردت الإقبال على الصلاة فاستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، استعاذة قلب لا استعاذة لسان، فإن وجدت من نفسك إقبالا على الصلاة بقلب غافل مشغول فأقرئ آيات من القرآن لم يسبق لك حفظها، أو حديث أو حديثين من أحاديث الترغيب والترهيب، أو قراءة سيرة الصالحين في صلاتهم؟ مما يشحذ همتك ويدفعك للاقتداء بهم، - وابشر فإنك إذا فعلت ذلك راغب في الخشوع لله والخضوع له ومدافعة الشيطان؟ فإن الله سبحانه سيعطيك مرادك وسيقترب منك أكثر مما تقترب منه.

ثامناً: الاستعداد للصلاة بانتظارها:

فعليك إذا قارب وقت الصلاة أن تتوضأ وتجلس في مصلاك ( المسجد) تنتظر الصلاة، تسبح وتستغفر وتهلل وتذكر الله وتستاك حتى يؤذن المؤذن، فإذا أذن وقلت ما يقول تسأل الله لنبيه الوسيلة ثم ما شاء الله لك من الدعاء، وأنت بهذا تفوز بخير كثير، وهذا الفعل مدعاة للخشوع، حيث يأنس القلب بذكر الله ويستنير بنوره، وفعل ذلك أجره عظيم بل هو كالرباط في سبيل الله.

واعلم أنك إذا قدمت على الصلاة فإن قلبك يكون معلقاً بآخر شيء تركته أو كنت عليه قبل الصلاة، فإذا كان آخر شيء كنت عليه قبل الصلاة ذكر الله والتعلق به فسيكون قلبك معلقا في الصلاة بالله،. وكيف لا يخشع قلب معلق بالله وهو يقف بين يديه؟!

واستعين على مجاهدة النفس بتذكيرها بفضل انتظار الصلاة الذي جاء في الحديث: { ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكروهات، وكثرة الٍخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط } [رواه ابن حبان وصححه الألباني].

تاسعاً: الاستعداد للصلاة بالنظر في حاجة جسمك الشاغلة لك وقضائها قبل الشروع في الصلاة:

إن الجسد له متطلبات، فالجوع يتطلب الأكل، والعطش يتطلب الشرب، والحقن والحقب يتطلب التخلي وإزالة الأذى، وليس شيء أشد إزعاجا للمصلي من مدافعة ذلك، فإذا وقع به شغله فإما أن يقطع صلاته أو يتمها بعجلة وألم، فيكون آذى نفسه ولم يُتقِن صلاته.

وأحذرك أخي الشيطان فإنه يزين لك الصلاة بهذا الحال ليفوت عليك الخشوع، وذلك بأن يخوفك فوات الوقت تارة، ويخوفك إعادة الوضوء تارة أخرى.

وسأنصحك بما يفيدك في التغلب على نفسك حين كسلها عن إعادة الوضوء والمبادرة للصلاة قبل انتقاض الوضوء.

أولاً:تذكر أنك إذا صليت بهذا الحال فكأنما لم تصل وأنك ستعيد الصلاة.

ثانياً: عود نفسك الوضوء بعد كل حدث.

ثالثاً: باستحضار الأحاديث المرغبة في الوضوء وكثرته وإسباغه.


أثناء الصلاة

إن أول ما يبدأ به المصلي من صلاته بعد استقبال القبلة والدنو من السترة: تكبيرة الإحرام.

أما كيفيه الخشوع بتكبيرة الإحرام فإن عليك أيها المصلي أن ترفع يديك حذو منكبيك أو حِيال أذنيك متوجه بباطن الكفين إلى القبلة ممدودة الأصابع ضام لها- تشعر وأنت بهذه الحال بالاستسلام التام لرب العباد.

أخي المسلم:إن الله لم يأمرك بالتكبير والتسليم إلا ليعلم تسليمك وموافقتك على بيع الدنيا الزائلة بالآخرة الباقية.

ثم تشرع في ذكر دعاء الاستفتاح فتقول: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك).

وإذا وجدت من نفسك اعتيادا على هذا الاستفتاح حتى أصبحت تقوله ولا تشعرإلا بانتهائه لقوة حفظك له، فلا تستشعر قوله ولا معناه، فعليك باستبداله بغيره من أدعية الاستفتاح.

ثم استعيذ بالله من الشيطان الرجيم مستحضر معنى الاستعاذة، وهو اللجوء إلى الله والاعتصام به، فأنت تريد الخشوع في صلاتك والشيطان يتربص بك، فإذا أردت النجاة من الشيطان ووسوسته فالجئي إلى الله فهو يكفيك، وتأكد من كفاية الله لك ما دمت قلت ذلك مؤمن موقن بقدرة الله وغلبته وملكوته.

ثم سمي الله قائل: بسم الله الرحمن الرحيم - ومرادك بذلك أنك تبدئ صلاتك باسم الله، وتثنى بالثناء عليه بصفاته التي تليق بجلاله.

ثم تبدء قراءة سورة الفاتحة بتلاوة حسنة تحسن صوتك بها، والطريق إلى الخشوع فيها هو بأمور:

قراءتها آيةً آية.

استشعر وأنت تقرئ كل آية أنك تخاطب الله سبحانه ويرد عليك كل آية.

أن تراعي حالك قبل الصلاة، فإن كنت مهموم قلق فأقرئ آيات تفيدك بمعنى تفريج الله لعبده الصابر، وإن كنت حزين على دنيا فاتتك فأقرئ ما يزهدك فيها، ويصور لك سرعة زوالها، وهكذا تقف عند كل آية، فإن كانت آية رحمة ونعيم سألت الله من رحمته، وإن كانت آية عذاب استعذت بالله منها وهكذا.

وقد كانت قراءته ترتيلا لا هذّاً ولا عجلة، بل قراءة مفسرة حرفاً حرفاً. كما عليك أن تحسن صوتك بالقرآن.

عليك بتفهم ما تقرئ، فما دعاك الله لفعله تعزم على فعله والمسارعة إليه، وما دعاك لتركه ونهاك عنه تعزم على تركه والبعد عنه، وهذا هو التدبر الذي أمر الله به حيث قال: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 24].

الخشوع في الركوع:

ثم إذا هممت بالركوع بعد انتهاء القراءة ترفع يديك حذو منكبيك أو حيال أذنيك، وتكبر استسلاماً لله سبحانه حيث أمرك بالركوع، وفي ذلك تتفكر كيف أن الله تعالى أمرك بالوقوف بين يديه فقدمت خاضع مستسلم، وأمرك بالركوع والانحناء لعظمته فركعت خاضع مستسلم، وتتفكر في التكبير حيث الله أكبر من كل شيء، أكبر منك حيث أخضعك لجلاله، وأكبر من أي عظيم أو كبير؟ فالكل لابد أن يخضع له ويذل له اعترافاً بربوبيته وألوهيته، ثم لا تملك بعد هذا التكبير إلا أن تقول سبحان ربي العظيم، واجتهد وأنت في الركوع بتعظيم الله بجميع أنواع التعظيم لقوله : { فأما الركوع فعظموا فيه الرب } [رواه مسلم].

الخشوع في السجود:

وأنت بعد هذا الخضوع بالانحناء له وبعد القيام بين يديه تنظر إلى الأرض وبصرك مرتكز على موضع سجودك، لا تلتفت يميناً ولا شمالا، ثم تهوي بعد ذلك على الأرض مكبرا الله سبحانه وتعالى، معلناالاستسلام لهذا النوع من الخضوع، فهو أشد من الأولين.

ثم تمكن مجمع محاسنك ومحل احترامك من الأرض لرب العالمين طاعة واستجابة لأمره، وذلاً وخضوعاً بين يديه، فيكون خرورك إلى الأرض وتمكينك لأعضائك أثناء السجود تمكين الخائف من ربه، الراغب فيما عنده، المبتغي رضاه، الطامع في رحمته وعفوه، فلا شيء أقرب إلى الله من السجود، ولا موضع لإجابة الدعاء أقرب من السجود، ولا عمل يغفر الذنوب ويزيد الحسنات ويرفع الدرجات مثل السجود.

ثم تكبر حال رفعك موقن أن الله أكبر من كل شيء، ثم تجلس قائل: (رب اغفر لي رب اغفر لي). وتستحضر في دعائك هذا أنك مذنب تحتاج المغفرة، مسكين تحتاج الرحمة، كسير تحتاج الجبر، وضيع تحتاج الرفع، ضال تحتاج الهداية، مريض مبتلا تحتاج العافية، فقيرتحتاج الرزق.

ثم تخر للسجود لتعاود التسبيح والدعاء مرة أخرى وتفعل كالسجدة الأولى.

الخشوع في التشهد:

ثم إذا بلغت التشهد وجلست له، فعليك أن تستحضر أنك تلقى بين يدي الله كلمات عظيمات علمها رسول الله أمته، وتلقي التحيات بجميع أنواعها الحسنة لله - سبحانه وتعالى - فهو المستحق لذلك، وتعترف بأن جميع الصلوات لله، فلا أحد يستحق أي نوع من أنواع الصلوات سواء الفعلية أو القولية.

ثم تثنى بإلقاء التحية على رسول الله وأنت مستحضر أنه يرد عليك سلامك وهو في قبره، ثم تكررإخلاصك خاتم به، فتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم تصلي على النبي ، وصلاتك عليه اعترافاً بفضله عليك حيث كان سبب هدايتك لهذا الدين القويم والصراط المستقيم الذي أنقذك به من عذاب النار.

تستعيذ بالله من أربع تجعلها نصب عينيك دائماً في كل حين وعلى كل حال: عذاب النار، وعذاب القبر، وفتنة المسيح الدجال، وفتنة المحيا والممات.

ثم تسأل الله بعد ذلك من خير الدنيا والآخرة وذلك قبل السلام، كما ورد في سنة محمد .

ثم إذا انتهيت من الدعاء فسلم وبذلك تكون قد انتهيت من صلاة خاشعة مطمئنة أجرها عظيم، واستغفرالله بعد سلامك خشية أن تكون قصرت في أداء الصلاة كما ينبغي، ثم اشرع في الأذكار الواردة بعد السلام، ومنها: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).

هذا والله أسأل أن يجعلنا ممن يخشعون في صلواتهم ويخشونه في أعمالهم وأقوالهم غيباً وشهادة. والله المستعان وعليه التكلان وبه الاطمئنان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً
منقول بتصريف بسيط

Aucun commentaire:


Ecole Amal à Lyon * Propose un programme pédagogique adapté pour les jeunes, une formation simple et efficace avec des enseignants et des intervenants spécialisés et compétents, un travail d’animation varié : débat, recherche, découverte, activités culturelles et sportives. Parmi ses objectifs Faire aimer le travail proposé aux élèves et les inviter à participer à son élaboration et à sa mise en application.Les écouter pour bien communiquer avec eux.Trouver des solutions et répondre à leurs attentes.